الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.سورة الزخرف: .فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة: .فصل في فضل السورة الكريمة: فضل السّورة: فيه حديث ضعيف: «من قرأ الزّخرف كان ممّن يقال لهم يوم القيامة: يا عبادي لا خوف عليكم ولا أَنتم تحزنون، وادخلوا الجنَّة بغير حساب». اهـ. .فصل في مقصود السورة الكريمة: .قال البقاعي: .قال مجد الدين الفيروزابادي: .بصيرة في: {حم والكتاب المبين إنا جعلناه}: عدد آياتها ثمان وثمانون عند الشَّاميّين، وتسع عند الباقين. وكلماتها ثمانمائة وثلاث وثلاثون. وحروفها ثلاثة آلاف وأَربعمائة. الآيات المختلف فيها اثنتان: حم، مهين. مجموع فواصل آياتها (ملن) تسمّى سورة الزّخرف؛ لقوله: {عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفًا}. .معظم مقصود السّورة: .الناسخ والمنسوخ: .فصل في متشابهات السورة الكريمة: .قال ابن جماعة: 401- مسألة: قوله تعالى: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} وفي الشعراء: {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} بحذف اللام؟. جوابه: أن هذا المحكى إرشاد من الله تعالى لعبيده أن يقولوه في كل زمان، فناسب التوكيد باللام حثا عليه. وآية الشعراء: أخبر عن قوم مخصوصين مضوا فلم يكن للتأكيد معنى. 401- مسألة: قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)} وقال في الجاثية: {إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)}. جوابه: أن آية الزخرف في جعلهم الملائكة بنات الله، وذلك كذب محض قطعا فناسب {يَخْرُصُونَ} وآية الجاثية في إنكارهم البعث، وليس عدمه عندهم قطعا، فناسب: {يَظُنُّونَ}. 403- مسألة: قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)} ثم قال تعالى: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)}. جوابه: أن الأول: لقريش الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فادعوا أنهم وآباءهم على هدى، ولهذا قال تعالى: {قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ}؟. والثاني: خبر عن أمم سالفة لم يضعوا بأنهم على هدى بل متبعين آباءهم، ولذلك قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: {بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} ولم يقولوا: إنا على هدى كما قالت قريش. 404- مسألة: قوله تعالى: {لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً}. جوابه: أي بدلكم فما الأرض. 405- مسألة: قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)} وفي يونس عليه السلام: {فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}. جوابه: إن كان له ولد بزعمكم فأنا أول الموحدين وقيل: هو تعليق على فرض محال، والمعلق على المحال محال. اهـ. .قال مجد الدين الفيروزابادي: قوله تعالى: {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}، وفي الجاثية: {إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}، لأَنَّ ما في هذه السّورة متّصل بقوله: {وَجَعَلُواْ الْمَلاَئِكَةَ} والمعنى أَنَّهم قالوا: الملائكة بناتُ الله، وإِنَّ الله قد شاءَ منا عبادتنا إِيَّاهم. وهذا جهل منهم وكذب. فقال سبحانه: {ما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يخرصون أَي يكذبون}. وفى الجاثية خلطوا الصّدق بالكذب؛ فإِن قولهم: {نموت ونحيا} صِدق؛ فإِن المعنى: يموت السّلف ويحيا الخلف، وهو كذلك إِلى أَن تقوم السّاعة. وكَذَبوا في إِنكارهم البعث، وقولهم: {ما يهلكنا إِلاَّ الدّهر}. ولهذا قال: {إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّوْنَ} أَي هم شاكُّون فيما يقولون. قوله: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ}، وبعده: {مُقتَدُوْنَ} خصّ الأَول بالاهتداءِ؛ لأَنه كلام العرب في محاجّتهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وادّعائهم أَن آباءَهم كانوا مهتدين فنحن مهتدون. ولهذا قال عَقِيبه: {قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى}. والثاني حكاية عمّن كان قَبْلهم من الكفَّار، وادّعوا الاقتداءِ بالآباءِ دون الاهتداءِ، فاقتضت كلّ آية ما خُتِمت به. قوله: {وَإِنَّآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} وفي الشعراءِ: {إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}، لأَنَّ ما في هذه السّورة عامّ لمن ركب سفينة أَو دابّة. وقيل: معناه {إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} على مركب آخر، وهو الجنازة، فحسن إِدخال اللاَّم على الخبر للعموم. وما في الشعراءِ كلام السّحَرة حين آمنوا ولم يكن فيه عموم. اهـ. .قال الكَرْماني: 468- قوله: {ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} 20 وفي الجاثية {إن هم إلا يظنون} 24 لأن ما في هذه السورة متصل بقوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} 19 والمعنى أنهم قالوا الملائكة بنات الله وإن الله قد شاء منا عبادتنا إياهم وهذا جهل منهم وكذب فقال سبحانه: {ما لهم من علم إن هم إلا يخرصون} 20 أي يكذبون. وفي الجاثية خلطوا الصدق بالكذب فإن قولهم: {نموت ونحيا} صدق فإن المعنى يموت السلف ويحيى الخلف وهي كذلك إلى أن تقوم الساعة وكذبوا في إنكارهم البعث وقولهم: {ما يهلكنا إلا الدهر} 24 ولهذا قال: {إن هم إلا يظنون} 24 أي هم شاكون فيما يقولون. 419- قوله: {وإنا على آثارهم مهتدون} 22 وبعده مقتدون 23 خص الأول بالاهتداء لأنه كلام العرب في محاجتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعائهم أن آباءهم كانوا مهتدين فنحن مهتدون ولهذا قال عقبة {قل أولو جئتكم بأهدى} 24 والثانية حكاية عمن كان قبلهم من الكفار وادعوا الاقتداء بالآباء دون الاهتداء فاقتضت كل آية ما ختمت به. 470- قوله: {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} 14 وفي الشعراء: {إلى ربنا منقلبون} 20 لأن ما في هذه السورة عام لمن ركب سفينة أو دابة وقيل معناه إلى ربنا لمنقلبون على مركب آخر وهو الجنازة فحسن إدخال اللام على الخبر للعموم وما في الشعراء كلام السحرة حين آمنوا ولم يكن فيه عموم. 471- قوله: {إن الله هو ربي وربكم} 64 سبق. اهـ. .فصل في التعريف بالسورة الكريمة: .قال الألوسي: .قال ابن عاشور: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. سميت في المصاحف العتيقة والحديثة سورة الزخرف وكذلك وجدتها في جوء عتيق من مصحف كوفي الخط مما كتب في أواخر القرن الخامس، وبذلك ترجم لها الترمذي في كتاب التفسير من جامعة، وسميت كذلك في كتب التفسير. وسماها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه سورة حم الزخرف وإضافة كلمة حم إلى الزخرف على نحو ما بيناه في تسمية سورة حم المؤمن روى الطبرسي عن الباقر أنه سماها كذلك. ووجه التسمية أن كلمة {وَزُخْرُفًا} [35] وقعت فيها ولم تقع في غيرها من سور القرآن فعرفوها بهذه الكلمة. وهي مكية: وحكى ابن عطية الاتفاق على أنها مكية، وأما ما روى عن قتادة وعبد الرحمان بن زيد بن أسلم أن آية {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45]. نزلت بالمسجد الأقصى فإذا صح لم يكن منافيا لهذا لأن المراد بالمكي ما أنزل قبل الهجرة. وهي معدودة السور الثانية والستين في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة فصلت وقبل سورة الدخان. وعدت آيها عند العادين من معظم الأمصار تسعا وثمانين، وعدها أهل الشام ثمانيا وثمانين. أغراضها: أعظم ما اشتملت عليه هذه السورة من الأغراض: التحدي بإعجاز القرآن لأنه آية صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به والتنويه به عدة مرات وأنه أوحى الله به لتذكيرهم وتكرير تذكيرهم وإن أعرضوا كما أعرض من قبلهم عن رسلهم. وإذ قد كان باعثهم على الطعن في القرآن تعلقهم بعبادة الأصنام التي نهاهم القرآن عنها كان من أهم أغراض السورة، التعجيب من حالهم إذ جمعوا بين الاعتراف بأن الله خالقهم والمنعم عليهم وخالق المخلوقات كلها. وبين اتخاذهم آلهة يعبدونها شركاء لله، حتى إذا انتقض أساس عنادهم اتضح لهم ولغيرهم باطلهم. وجعلوا بنات لله مع اعتقادهم أن البنات أحط قدرا من الذكور فجمعوا بذلك بين الإشراك والتنقيص. وإبطال عبادة كل ما دون الله على تفاوت درجات المعبودين في الشرف فإنهم سواء في عدم الإلهية للألوهية ولبنوة الله تعالى. وعرج على إبطال حججهم ومعاذيرهم، وسفه تخييلاتهم وترهاتهم. وذكرهم بأحوال الأمم السابقين مع رسلهم، وأنذرهم بمثل عواقبهم، وحذرهم من الاغترار بإمهال الله وخص بالذكر رسالة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. وخص إبراهيم بأنه جعل كلمة التوحيد باقية في جمع من عقبه وتوعد المشركين وأنذرهم بعذاب الآخرة بعد البعث الذي كان إنكارهم وقوعه من مغذيات كفرهم وإعراضهم لاعتقادهم أنهم في مأمن بعد الموت. وقد رتبت هذه الأغراض وتفاريعها على نسخ بديع وأسلوب رائع في التقديم والتأخير والأصالة والاستطراد على حسب دواعي المناسبات التي اقتضتها البلاغة، وتجديد نشاط السامع لقبول ما يلقى إليه. وتخلل في خلاله من الحجج والأمثال والمثل والقوارع والترغيب والترهيب، شيء عجيب، مع دحض شبه المعاندين بأفانين الإقناع بانحطاط ملة كفرهم وعسف معوج سلوكهم. وأدمج في خلال ذلك ما في دلائل الوحدانية من النعم على الناس والإنذار والتبشير. وقد جرت آيات هذه السورة على أسلوب نسبة الكلام إلى الله تعالى عدا ما قامت القرينة على الإسناد إلى غيره. اهـ. .قال سيد قطب:
|